Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

مجلة الرؤية-العدد 1 |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

نحو استيعاب منهاجي للقضايا النسائية في الإسلام

منذ سنين متعاقبة وموضوع النساء والإسلام، وما يرتبط به من قضايا تتم معالجتها بمقربات تجزيئية، تنظر إليه من زوايا أحادية يوجهها نمط من الاهتمامات الخاصة والرؤى الضيقة، فقد سادت في أوساط المهتمين بالقضايا النسائية عموما أشكال من الدراسات بعضها نحا منحى التبسيط الذي لا يتعدى حدود التعريف بحقوق النساء ومكانتهن في الإسلام، وبعضها اهتم بما يخص النساء من فتاوى وأحكام فقهية، وبعضها اشتغل بهموم النضال الحقوقي الرامي إلى إحراز مساواة تامة غير منقوصة مع الرجال…

في ظل هذه المقاربات التجزيئية انتهى الأمر بـ”القضية النسائية” في الإسلام إلى التخبط في أزمات معرفية عميقة وإشكالات منهجية قاتلة، ليس أهونها التنادي إلى تحكيم مقاربة النوع البشري والامتداد إلى فلسفات “الجندر” الموغلة في طمس معالم الهوية الأنثوية للنساء.

لذلك نتطلع – في مجلة “رؤية”- إلى إيجاد ذلك الخيط الناظم لكل هذه المقاربات ضمن “رؤية” منهاجية مستوعبة لكل الجهود، ومتطلعة إلى حفر كل زوايا النظر التي من شأنها توجيه الدراسات النسائية نحو تشخيص دقيق لقضاياها وإشكالاتها، بما يمهد السبيل إلى المعالجة العلمية السليمة لها، ومن أهم زوايا النظر هاته: الزاوية المفهومية المصطلحية، والزاوية الفقهية، الزاوية التاريخية والاجتماعية والسياسية، والزاوية الواقعية التنزيلية، بافضافة إلى الزاوية المرجعية التأطيرية التي نتطلع فيها إلى البحث في الأطر المرجعية أو الأنساق القياسية (البراديغمات) المتحكمة في النصوص التي عالجت القضايا النسائية في الإسلام، مستعينين بكل الأدوات المنهجية المناسبة.

إن مقاربة القضية النسائية في الإسلام بهذه الرؤية المتكاملة المستوعبة لكل زوايا النظر الآنفة، هو المقصد الأسمى لمشروع  مجلة “رؤية” وستحاول معالجته من خلال ملفاتها العلمية، محاولة بذلك إنشاء تقليد علمي جديد في بحث قضايا النساء في الإسلام مبني على “رويّة” واتزان يستمد منهما قوته وصلابته، وما أشد حاجتنا اليوم إلى الاتزان العلمي والمنهجي الذي يعيننا على إقامة “الميزان” الذي لا خسران معه ولا طغيان في قضية تداعت عليها الأفكار والآراء حتى تضمحل معالمها وتتآكل.

أرسل تعليق