Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

مجلة الرؤية-العدد 1 |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

أميمة أبو بكر… ناشطة نسائية من أرض الكنانة


بشرى لغزالي

ارتبط اسم الحركة النسائية الإسلامية بمجموعة من الأسماء البارزة في العالم العربي الإسلامي نظرا لكتاباتها ومواقفها التي تدعم قضية المرأة المسلمة انطلاقا من المرجعية الدينية من كتاب وسنة. سنتعرف في هذا المقال على الناشطة النسائية المصرية أميمة أبو بكر باعتبارها إحدى هؤلاء الناشطات اللواتي أسهمن كثيرا في هذا المجال.

تحيلنا سيرة الدكتورة أميمة أبو بكر على تقلدها منصب أستاذة  الأدب الإنجليزي المقارن بجامعة القاهرة، حيث درست في جامعات القاهرة ونورث كاروليناNorth Carolina  وكاليفورنيا California  ببيركلي، وتخصصت في الشعر الصوفي في العصور الوسطى، كما اهتمت بالموضوعات المقارنة بين الأدب العربي والإنجليزي.

 بالإضافة إلى ذلك، تهتم على المستوى الأكاديمي بالروحانيات النسائية في الإسلام والمسيحية، والتصوف النسوي، والمعرفة الدينية من منظور نسوي، والنساء في التاريخ الإسلامي، وقضايا النوع الاجتماعي في الخطابات الإسلامية، والتاريخ الثقافي. وقد نشرت عددا من المقالات عن الشعر العربي و الإنجليزي، وغيرها من النصوص الأدبية في العصور الوسطى، وتطور الخطابات الدينية، خاصة تلك المعنية بقضايا النساء.

أصدرت كتابا بعنوان “المرأة والجندر” (2002)، يُعنى بجهود النساء الفكرية لخلق خطابات تمكينية وتحريرية من منظور معرفي إسلامي. كما تعددت إصداراتها الفكرية باللغتين العربية والإنجليزية نذكر منها: “قراءة التاريخ كنص أدبي: مقاربة ما بعد حداثية للعصور الوسطى والنساء الصوفيات” ، “النسوية الإسلامية: ماذا في الاسم؟أفكار أولية“، “التعبير عن النوع الاجتماعي: المفكرات المسلمات في فترة ما قبل الحداثة“،” النساء ومهنة الطب في المجتمعات الإسلامية،  “قراءات في تاريخ عابدات الإسلام“…

في حوار صحافي أجرته دة.أميمة مع أحد المواقع الإلكترونية، صرحت بأن التجديد في الفقه من منظور نسائي ظهر نتيجة الهوة الكبيرة التي تفصل بين حقوق المرأة الثابتة والمكفولة شرعا في مجال السياسات العامة والقانون، وواقع المرأة المسلمة الذي يشهد عدم تنزيل هذه الآيات والأحكام الشرعية لأرض الواقع، بالإضافة إلى الثقافات والتقاليد التي لا تمت للإسلام بصلة وتُشوه واقع المرأة المسلمة، ولاسيما أن القرآن يؤكد في مواضع شتى على معاملة المرأة معاملة إنسانية وعادلة ويحث على احترام آدميتها. وعلى ضوء هذا الانزلاق، تدعو الباحثة أميمة إلى ضرورة دراسة الفقه وسياقاته الاجتماعية ومراجعة الآراء الفقهية والفتاوى التي غلبت فيها الثقافة المحلية على صريح النص أو مقاصده، وأُهدرت فيها أهلية المرأة العقلية والقانونية، وقدمت لها نظرة دونية تتعارض مع صريح النص القرآني وسنة الرسول الصحيحة، وتتناقض مع القيم الحاكمة في المنظومة الإسلامية من عدل ورحمة وكذا تكريم وتقدير للمرأة في الخطاب القرآني. وأشارت إلى اختلاف العلماء في تفاسيرهم باختلاف الأزمنة مستدلة بمثال للإمام محمد عبده الذي اعتبر المرأة غير ملزمة بخدمة الزوج، وهو ما كان يُعد تطويرا أو تجاوزا لرؤى قصرت وظيفة المرأة على خدمة زوجها وأولادها.

ولا تصنف الباحثة أميمة دعوتها إلى مراجعة الفقه في خانة المطالب “النسوية”، وإنما هي عودةٌ للأصول وتحريرٌ للنص من سلطة الثقافة السائدة في زمن المفسر، لأن الإسلام صالح لكل زمان ومكان. ويتبين للباحثة من خلال استرجاع الأصول حرص النساء في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم على المشاركة في الشؤون العامة وعدم إقصائهن، وأنهن كُن جزءا ظاهرا من الحياة الإسلامية في مختلف جوانبها الدينية والاجتماعية وحظين بالمكانة والتقدير لمشاركتهن. كما تشير إلى مراعاة التنزيل لإحداث توازن بين شقي المجتمع والإنصات لصوت النساء، وهو ما يجسده مثلا بشكل جلي استماع الله جل وعلا قول التي جادلت الرسول صلى الله عليه وسلم في زوجها.

وفي حديثها عن أجندة النسوية الغربية، فإن بنودها لا تعكس في نظرها أولويات المرأة المسلمة القادرة على صياغة أجندتها الإسلامية الصحيحة بنفسها، وهو ما دفع بمجموعة من الباحثات المسلمات إلى المطالبة بحقوق المرأة المسلمة والعدالة والولاية المتكافئة واحترام الفروق الحقيقية اعتمادا على مرجعيتهن الدينية. كما أن سعيهن إلى تحقيق العدل الإلهي والذود عنه دفعهن إلى قراءة القرآن والحديث الشريف ومحاولة الاجتهاد والتجديد لإحداث تغيير من قلب الإسلام مع مراعاة الضوابط الإسلامية.

وفيما يتعلق باهتماماتها المتعلقة بالبحث الأكاديمي، تنكب الدكتورة أميمة أبو بكر على قضايا تهم الهوية الدينية للمرأة المسلمة، وحقوقها الشرعية في العدل والمساواة والكرامة، وتفسير القرآن والسنة، وتفكيك المفاهيم الاجتماعية والثقافية الخاطئة عن شخصية وطبيعة المرأة، والدفاع عن النساء المسلمات عند الغرب. وتبرز أهمية هذا البحث في إمكانية تغيير سلوك ومواقف الناس والممارسات الاجتماعية والفهم الديني، وتوجهه للنساء المسلمات والعلماء المسلمين في المجتمعات العربية على حد سواء.

وقد أجرت بحثا تاريخيا شمل أعلام النساء في المجتمعات الإسلامية في العصور الوسطى، إذ عبرت عن انبهارها بالنتائج التي توصلت إليها من اشتغال نساء في حقل الطب، واستثمار أخريات أموالهن في الأنشطة الفلاحية والتجارية، وكونهن تاجرات، ومتعبدات زاهدات، وعالمات تعقدن حلقات الذكر بالمساجد ومسيرات لبيوت لإيواء المطلقات ورعاية الأيتام، ومدرسات الحديث لطلبة ذكور، وشاعرات وكاتبات…

ورغم التحفظ الذي يبديه البعض على تسمية “الحركة النسائية الإسلامية”، فإن دة.أميمة لم ترفضها لكون فكرة المساواة والعدل والحقوق المتساوية ورفض الاستبداد ليست اختراعا غربيا رغم أن مصطلح “الحركة النسوية” و”الجندر” مستمدان من الخطاب الغربي. وبذلك فإن صفة “الإسلامية” تُعطي خصوصية للحركة النسائية وخطابها المستقى من الثقافة والدين الإسلاميين. كما تدعو إلى بناء الخطاب على أساس العمل العلمي والبحثي بشكل يتجاوز السطحية من أجل فاعلية أكثر.

وتُعد أميمة عضوا مؤسِّسا في مؤسسة المرأة والذاكرة التي تهدف إلى تغيير الصور النمطية للنساء في الثقافة السائدة التي تعيق تحسين أوضاعهن وحصولهن على حقوقهن، وإنتاج معرفة ثقافية بديلة بخصوص النساء العربيات وزيادة الوعي ودعمهن.

وخلصت أميمة أبو بكر من خلال مسيرتها البحثية إلى الحاجة الماسة لتكثيف جهود الباحثين المسلمين في مجال إنصاف المرأة المسلمة على مستوى الفكر والفقه والواقع، وإمكانية الاستفادة من مفاهيم الجندر شريطة احترام الأولويات الإسلامية.

Dezember 2010 pdf ghostwriter kosten by https://best-ghostwriter.com erste ordnung zur änderung der prüfungsordnung für den masterstudiengang geoinformatics an der westfälischen wilhelms-universität münster vom 28

أرسل تعليق